قال الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، في كلمة له، اليوم السبت، إن برنامج الحزب في المرحلة المقبلة يركز على تنفيذ الاتفاق في جنوب نهر الليطاني وإعادة الإعمار وانتخاب الرئيس، مشيرًا إلى أن المقاومة مستمرة في ميدانها رغم الضغوط.
وجاءت الكلمة في ظل التصعيد العسكري الصهيوني، والذي شهد اعتداءات متكررة في الساحة السورية، حيث سيطر الكيان الغاصب على المنطقة العازلة ومواقع إسراتيجية في الأراضي السورية المحاذية للمنطقة الحدودية مع الجولان المحتل.
وفي حديثه عن التطورات في سورية، شدد الشيخ نعيم قاسم على أن سقوط نظام بشار الأسد أفضى إلى سيطرة قوى جديدة، مشيرا إلى أن المقاومة تعتزم الانتظار لحين استقرار الأوضاع وتقييم أداء السلطات الجديدة، مشددا على أن العلاقات مع كيان الاحتلال الإسرائيلي ستكون عاملا أساسيا في طبيعة الموقف من السلطات الجديدة في سورية.
وأضاف قاسم أن حزب الله تطلع إلى أن تقوم الحكومة الجديدة في سورية باتخاذ قرارات تراعي مصلحة البلدين وإشراك جميع الأطراف والقوى في إدارة الحكم كما أشار إلى أن الشعب السوري يمتلك الحق في اختيار حكومته ودستوره وخياراته، معبرًا عن أمله في أن يتمكن الحكم الجديد من بناء سورية مستقرة تخدم مصالح المنطقة.
وفي سياق آخر، قال قاسم إن المقاومة مستمرة رغم الضغوط، مشددا على أن "التضحيات هي الثمن الطبيعي لاستمرارها وانتصارها". ولفت إلى أن المقاومة "قد تخسر أحيانًا وتربح أحيانًا أخرى، ولكن الأهم هو بقاؤها في الميدان". وأضاف: "المقاومة تأخذ شرعيتها من إيمانها بقضيتها، ولن نستسلم مهما كان الثمن".
وشدد قاسم على أن العدوان الإسرائيلي هو المشكلة الحقيقية، وليس مواجهة هذا العدوان. وأشار إلى أن "حزب الله صمد في مواجهة العدوان وأجبر إسرائيل على وقف إطلاق النار بعدما فشلت في تحقيق أهدافها"، معتبرًا أن الاتفاق يهدف إلى وقف العدوان دون إنهاء المقاومة.
وأشار قاسم إلى أن "الإجرام الإسرائيلي يجري بدعم مباشر من الولايات المتحدة، التي زودت إسرائيل بمئات الطائرات والسفن المحملة بالسلاح". وأضاف أن التطورات في سورية تظهر خطورة المشروع التوسعي الإسرائيلي، الذي احتل مئات الكيلومترات من الجولان، معتبرًا أن حزب الله، رغم خسارته لطريق الإمداد عبر سورية في المرحلة الحالية، "يظل قويًا وقادرًا على التكيف مع المتغيرات".